٣٠‏/٠٤‏/٢٠١١

شربة العسل – الحجامة – الكي

هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في العلاج بشرب العسل – الحجامة – الكي.

 
في صحيح البخاري: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشفاء في ثلاث شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنا أنهي أمتي عن الكي) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 
فإذا كان المرض دموي أي نتيجة تعثر سريان الدم في العروق بشكل عام مثل الصداع في بعض أجزاء الجسم أو بعض الآلام في الجسم أو المخ فشفاؤها بإذن الله تعالى إخراج الدم الفاسد (عن طريق الحجامة أو الفصد) ومعظم الأمراض بعد ذلك يكون شفاؤها عن طريق شرب العسل بإذن الله تعالى – فإذا استعصى العلاج بشربة العسل أو الحجامة فآخر ما نلجأ إليه الكي أي أننا لا نلجأ للكي بالنار إلا عند الضرورة القصوى.

 
وهذا الباب يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن الحجامة:- ففي سنن ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- ’’ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا: يامحمد مر أمتك بالحجامة‘‘

 
وروى الترمذي في (جامعه) من حديث ابن عباس قال فيه ’’عليك بالحجامة يا محمد‘‘
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ’’احتجم وأعطي الحجام أجره‘‘

 
وأيضاً قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’نعم العبد الحجام يذهب بالدم ويخف الصلب ويجلو البصر‘‘

 
  •     والآن ما هي أيام الحجامة أو ما يستحب أن يفعل فيها الحجامة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم ’’إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين‘‘ أي يوم 17 ويوم 19 ويوم 21 من الشهر الهجري.
  •     والآن إلى النقطة الهامة جداً: منافع الحجامة:-
   تنقي سطح البدن (أما الفصد فينقي أعماق البدن)
-    تستخرج الدم من نواحي الجلد ففي البلاد الحارة ينفع فيها الحجامة أفضل من الفصد

 
-    لكل داء مكان معين في الجسم يتم فصده أو عمل حجامة عليه لعلاج هذا الداء:

  •     فصد الباسليق: ينفح من حرارة الكبد والطحال والأورام الكائنة فيهما من الدم وينفع من أورام الرئة وذات الجنب (ألم الجنب).

  •     قصد الأكحل: ينفع من الانتفاخ العارض في جميع البدن إذا كان دموياً وكذلك إذا كان الدم قد فسد في جميع البدن.

  •     فصد القيفال: ينفع من العلل العارضة في الرأس والرقبة من كثرة الدم أو فساده

  •     فصد الودجين: ينفع من وجع الطحال والربو ووجع الجبين

  •     الحجامة على الكاحل: تنفع من وجع المنكب والحلق

  •     الحجامة على الأخدعين: تشفي بإذن الله تعالى أمراض الرأس وأجزائه (الوجه – الأسنان – الأذنين – العينين – الأنف – الحلق)

  •     الحجامة في نقرة القفا: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "عليكم بالحجامة في نقرة القفا فإنها شفاء من اثنين وسبعين داء"

  •     الحجامة تحت الذقن: تنفع من وجع (الأسنان – الوجه – الحلقوم) وتنقي الرأس والفكين

  •     الحجامة على ظهر القدم: تنفع من قروح الفخذين والساقين وانقطاع الطمث

  •     الحجامة في أسفل الصدر: نافعة من دماميل الفخذ وجربه وبثوره ومن النقرس والبواسير ومرض الفيل وحكة الظهر

... وقد أجمع الأطباء في أبحاثهم ما يوافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أن الحجامة في النصف الثاني من الشهر الهجري أنفع من أول الشهر وأخره
... من المهم جداً أن نعلم أن أفضل أوقات عمل الحجامة وقت هياج الدم أي في النهار الساعة الثانية أو الثالثة ويجب توقيها بعد الحمام

كما يكره عمل الحجامة على الشبع فإنها ربما تورث أثاراً سيئة على الجسم وفي الأثر:-

 
"الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبعة عشرة من الشهر شفاء"

 
وأفضل الأيام التي يتم عمل حجامة فيها جميع أيام الأسبوع عدا السبت والأربعاء وأفضلها الأثنين والثلاثاء
ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بهدى نبينا صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليم كثيراً 
الاستسقاء

هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في علاج (داء الاستسقاء):- 
  •     في الصحيحين من حديث أنس بن مالك قال:-
’’قدم رهط على النبي صلى الله عليه وسلم فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: إنا احتوينا فعظمت بطوننا وارتهشت أعضاؤنا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها ففعلوا فلما صحوا أي شفوا عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم واستاقوا الإبل وحاربوا الله ورسوله فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم في آثارهم فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسحل أعينهم وألقاهم في الشمس حتى ماتوا‘‘
  •     الجوى:- داء من أدواء الجوف والاستسقاء
الاستسقاء: مرض مادي سببه مادة غريبة باردة تتخلل الأعضاء فتتأثر بها أما الأعضاء الظاهرة كلها وإما المواضع الخالة من النواحي التي فيها تدمير الغذاء والإخلاط.
لذا كانت الأدوية المحتاج إليها في علاجه هي الأدوية التي فيها إطلاق معتدل وإدوار بحسب الحاجة وهذه الأمور موجودة في أبوال الإبل وألبانها فإن في لبن اللقاح تطهير جيداً لمحتوى البطن من الأخلاط السامة وتلييناً وتلطيفاً وتفتيحاً للسدد، لأن الإبل عموماً ترعى على أعشاب الشيح والقيصوم والبابونج وغير ذلك من الأدوية النافعة للاستسقاء.
ومرض الاستسقاء معلوم بالضرورة أنه من نواتج أمراض الكبد خاصةً – ولا يخفي علينا أن لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد وفساد المزاج، كما أن لبن اللقاح أرق الألبان وأكثرها حده وأقلها غذاء – وهذا يدل على قوته في تفتيح السدد بالكبد وتطريقه وإطلاق البطن لما فيه من ملوحة يسيره كما أن له أثر كبير في تحليل صلابة الطحال إذا كان حديثاً، ويعتبر أفضل الأثر في لبن اللقاح إذا استعمل لحرارته التي يخرج بها من الضرع مع بول الفصيل (ولد الإبل الصغير) فإن ذلك يعجل بالشفاء بإذن الله تعالى. 
  •     واعلم أن لبن النوق (الإبل) عظيم النفع وشديد الفائدة – خصوصاً لو أن الإنسان أقام عليه أي استخدمه بدلاً من الماء – فيشفي بإذن الله من جميع أمراض الكبد بما فيها الاستسقاء. ولله الحمد والمنة على أنه أرسل لنا هذا الرسول الهاد الأمين صلى الله عليه وسلم.